Monday, January 12, 2009

كل عام وانت حبيبتى

كل عامٍ وأنت حبيبتي.. أقولها لك، عندما تدق الساعة منتصف الليل وتغرق السنة الماضية في مياه أحزاني كسفينةٍ مصنوعةٍ من الورق.. أقولها لك على طريقتي.. متجاوزاً كل الطقوس الاحتفاليه التي يمارسها العالم منذ 1975 سنة.. وكاسراً كل تقاليد الفرح الكاذب التي يتمسك بها الناس منذ 1975 سنة.. ورافضاً.. كل العبارات الكلاسيكية.. التي يرددها الرجال على مسامع النساء منذ 1975 سنة.. 2 كل عامٍ وأنت حبيبتي.. أقولها لك بكل بساطه.. كما يقرأ طفلٌ صلاته قبل النوم وكما يقف عصفورٌ على سنبلة قمح.. فتزداد الأزاهير المشغولة على ثوبك الأبيض.. زهرةً.. وتزداد المراكب المنتظرة في مياه عينيك.. مركباً.. أقولها لك بحرارةٍ ونزق كما يضرب الراقص الاسباني قدمه بالأرض فتتشكل ألوف الدوائر حول محيط الكرة الأرضيه.. ..................................... ..................................... ..................................... 3 كل عامٍ وأنت حبيبتي.. هذه هي الكلمات الأربع.. التي سألفها بشريطٍ من القصب وأرسلها إليك ليلة رأس السنه. كل البطاقات التي يبيعونها في المكتبات لا تقول ما أريده.. وكل الرسوم التي عليها.. من شموعٍ.. وأجراسٍ.. وأشجارٍ.. وكرات ثلج.. وأطفالٍ.. وملائكه.. لا تناسبني.. إنني لا أرتاح للبطاقات الجاهزه.. ولا للقصائد الجاهزه.. ولا للتمنيات التي برسم التصدير فهي كلها مطبوعة في باريس، أو لندن، أو أمستردام.. ومكتوبةٌ بالفرنسية، أو الانكليزية.. لتصلح لكل المناسبات وأنت لست امرأة المناسبات.. بل أنت المرأة التي أحبها.. أنت هذا الوجع اليومي.. الذي لا يقال ببطاقات المعايده.. ولا يقال بالحروف اللاتينيه... ولا يقال بالمراسله.. وإنما يقال عندما تدق الساعة منتصف الليل.. وتدخلين كالسمكة إلى مياهي الدافئه.. وتستحمين هناك.. ويسافر فمي في غابات شعرك الغجري ويستوطن هناك.. 4 لأنني أحبك.. تدخل السنة الجديدة علينا.. دخول الملوك.. ولأنني أحبك.. أحمل تصريحاً خاصاً من الله.. بالتجول بين ملايين النجوم.. 5 لن نشتري هذا العيد شجره ستكونين أنت الشجره وسأعلق عليك.. أمنياتي.. وصلواتي.. وقناديل دموعي.. 6 كل عامٍ وأنت حبيبتي.. أمنيةٌ أخاف أن أتمناها حتى لا أتهم بالطمع أو بالغرور فكرةٌ أخاف أن أفكر بها.. حتى لا يسرقها الناس مني.. ويزعموا أنهم أول من اخترع الشعر.. 7 كل عامٍ وأنت حبيبتي.. كل عامٍ وأنت حبيبك.. أنا أعرف أنني أتمنى أكثر مما ينبغي.. وأحلم أكثر من الحد المسموح به.. ولكن.. من له الحق أن يحاسبني على أحلامي؟ من يحاسب الفقراء؟.. إذا حلموا أنهم جلسوا على العرش لمدة خمس دقائق؟ من يحاسب الصحراء إذا توحمت على جدول ماء؟ هناك ثلاث حالاتٍ يصبح فيها الحلم شرعياً: حالة الجنون.. وحالة الشعر.. وحالة التعرف على امرأة مدهشةٍ مثلك.. وأنا أعاني – لحسن الحظ- من الحالات الثلاث.. 8 اتركي عشيرتك.. واتبعيني إلى مغائري الداخليه اتركي قبعة الورق.. وموسيقى الجيرك.. والملابس التنكريه.. واجلسي معي تحت شجر البرق.. وعباءة الشعر الزرقاء.. سأغطيك بمعطفي من مطر بيروت وسأسقيك نبيذاً أحمر.. من أقبية الرهبان.. وسأصنع لك طبقاً إسبانياً.. من قواقع البحر.. إتبعيني – يا سيدتي- إلى شوارع الحلم الخلفيه.. فلسوف أطلعك على قصائد لم أقرأها لأحد.. وأفتح لك حقائب دموعي.. التي لم أفتحها لأحد.. ولسوف أحبك.. كما لا أحبك أحد.. 9 عندما تدق الساعة الثانية عشره وتفقد الكرة الأرضية توازنها ويبدأ الراقصون يفكرون بأقدامهم.. سأنسحب إلى داخل نفسي.. وأسحبك معي.. فأنت امرأةٌ لا ترتبط بالفرح العام ولا بالزمن العام.. ولا بهذا السيرك الكبير الذي يمر أمامنا.. ولا بتلك الطبول الوثنية التي تقرع حولنا.. ولا بأقنعة الورق التي لا يبقى منها في آخر الليل سوى رجالٍ من ورق.. ونساءٍ من ورق.. 10 آه.. يا سيدتي لو كان الأمر بيدي.. إذن لصنعت سنةً لك وحدك تفصلين أيامها كما تريدين.. وتسندين ظهرك على أسابيعها كما تريدين وتتشمسين.. وتستحمين.. وتركضين على رمال شهورها.. كما تريدين.. آه.. يا سيدتي.. لو كان الأمر بيدي.. لأقمت عاصمةً لك في ضاحية الوقت لا تأخذ بنظام الساعات الشمسية والرمليه ولا يبدأ فيها الزمن الحقيقي إلا.. عندما تأخذ يدك الصغيرة قيلولتها.. داخل يدي.. 11 كل عامٍ وعيناك أيقونتان بيزنطيتان.. ونهداك طفلان أشقران.. يتدحرجان على الثلج.. كل عامٍ.. وأنا متورطٌ بك.. وملاحقٌ بتهمة حبك.. كما السماء متهمةٌ بالزرقه والعصافير متهمةٌ بالسفر والشفة متهمةٌ بالإستداره... كل عامٍ وأنا مضروبٌ بزلازلك.. ومبللٌ بأمطارك.. ومحفورٌ – كالإناء الصيني – بتضاريس جسمك كل عامٍ وأنت.. لا أدري ماذا أسميك.. إختاري أنت أسماءك.. كما تختار النقطة مكانها على السطر وكما يختار المشط مكانه في طيات الشعر.. وإلى أن تختاري إسمك الجديد إسمحي لي أن أناديك: "يا حبيبتي"...

الى حبيبتى فى راس السنه

أنقل حبي لك من عامٍ إلى عام.. كما ينقل التلميذ فروضه المدرسية إلى دفترٍ جديد أنقل صوتك.. ورائحتك.. ورسائلك.. ورقم هاتفك.. وصندوق بريدك.. وأعلقها في خزانة العام الجديد.. وأمنحك تذكرة إقامة دائمة في قلبي.. 2 إنني أحبك.. ولن أتركك وحدك على ورقة 31 ديسمبر أبداً سأحملك على ذراعي.. وأتنقل بك بين الفصول الأربعه.. ففي الشتاء، سأضع على رأسك قبعة صوف حمراء.. كي لا تبردي.. وفي الخريف، سأعطيك معطف المطر الوحيد الذي أمتلكه.. كي لا تتبللي.. وفي الربيع.. سأتركك تنامين على الحشائش الطازجه.. وتتناولين طعام الإفطار.. مع الجنادب والعصافير.. وفي الصيف.. سأشتري لك شبكة صيدٍ صغيره.. لتصطادي المحار.. وطيور البحر.. والأسماك المجهولة العناوين... 3 إنني أحبك.. ولا أريد أن أربطك بذاكرة الأفعال الماضيه.. ولا بذاكرة القطارات المسافره.. فأنت القطار الأخير الذي يسافر ليلاً ونهاراً فوق شرايين يدي.. أنت قطاري الأخير.. وأنا محطتك الأخيره.. 4 إنني أحبك.. ولا أريد أن أربطك بالماء.. أو الريح أو بالتاريخ الميلادي أو الهجري.. ولا بحركات المد والجزر.. أو ساعات الخسوف والكسوف لا يهمني ما تقوله المراصد.. وخطوط فناجين القهوه.. فعيناك وحدهما هما النبوءه وهما المسؤولتان عن فرح هذا العالم... 5 أحبك.. وأحب أن أربطك بزمني.. وبطقسي.. وأجعلك نجمةً في مداري.. أريد أن تأخذي شكل الكلمة.. ومساحة الورقه.. حتى إذا نشرت كتاباً.. وقرأه الناس.. عثروا عليك، كالوردة في داخله.. أريد أن تأخذي شكل فمي.. حتى إذا تكلمت.. وجدك الناس تستحمين في صوتي.. أريدك أن تأخذي شكل يدي.. حتى إذا وضعتها على الطاولة.. وجدك الناس نائمةً في جوفها.. كفراشةٍ في يد طفل.. إنني لا أحترف طقوس التهنئة.. إنني أحترف العشق.. وأحترفك.. يتجول هو فوق جلدي.. وتتجولين أنت تحت جلدي.. وأما أنا.. فأحمل الشوارع والأرصفة المغسولة بالمطر.. على ظهري.. وأبحث عنك.. 6 لماذا تتآمرين علي مع المطر؟ ما دمت تعرفين.. أن كل تاريخي معك.. مقترنٌ بسقوط المطر.. وأن الحساسية الوحيدة التي تصيبني.. عندما أشم رائحة نهديك.. هي حساسية المطر.. لماذا تتآمرين علي ؟. ما دمت تعرفين.. أن الكتاب الوحيد الذي أقرؤه بعدك.. هو كتاب المطر.. 7 إنني أحبك.. هذه هي المهنة الوحيدة التي أتقنها.. ويحسدني عليها أصدقائي.. وأعدائي.. قبلك.. كانت الشمس، والجبال، والغابات.. في حالة بطالة.. واللغة بحالة بطالة.. والعصافير بحالة بطالة... فشكراً لأنك أدخلتني المدرسه.. وشكراً.. لأنك علمتني أبجدية العشق.. وشكراً .. لأنك قبلت أن تكوني حبيبتي..

ساقول لك احبك

سأقول لك "أحبك".. حين تنتهي كل لغات العشق القديمه فلا يبقى للعشاق شيءٌ يقولونه.. أو يفعلونه.. عندئذ ستبدأ مهمتي.. في تغيير حجارة هذا العالم.. وفي تغيير هندسته.. شجرةً بعد شجره.. وكوكباً بعد كوكب.. وقصيدةً بعد قصيده.. سأقول لك "أحبك".. وتضيق المسافة بين عينيك وبين دفاتري.. ويصبح الهواء الذي تتنفسينه يمر برئتي أنا.. وتصبح اليد التي تضعينها على مقعد السيارة.. هي يدي أنا.. سأقولها، عندما أصبح قادراً، على استحضار طفولتي، وخيولي، وعساكري، ومراكبي الورقيه.. واستعادة الزمن الأزرق معك على شواطيء بيروت.. حين كنت ترتعشين كسمكةٍ بين أصابعي.. فأغطيك، عندما تنعسين، بشرشفٍ من نجوم الصيف.. 3 سأقول لك "أحبك".. وسنابل القمح حتى تنضج.. بحاجةٍ إليك.. والينابيع حتى تتفجر.. والحضارة حتى تتحضر.. والعصافير حتى تتعلم الطيران.. والفراشات حتى تتعلم الرسم.. وأنا أمارس النبوه بحاجةٍ إليك.. 4 سأقول لك "أحبك".. عندما تسقط الحدود نهائياً بينك وبين القصيده.. ويصبح النوم على ورقة الكتابه ليس الأمر سهلاً كما تتصورين.. خارج إيقاعات الشعر.. ولا أن أدخل في حوارٍ مع جسدٍ لا أعرف أن أتهجاه.. كلمةً كلمه.. ومقطعاً مقطعاً... إنني لا أعاني من عقدة المثقفين.. لكن طبيعتي ترفض الأجساد التي لا تتكلم بذكاء... والعيون التي لا تطرح الأسئله.. إن شرط الشهوة عندي، مرتبطٌ بشرط الشعر فالمرأة قصيدةٌ أموت عندما أكتبها.. وأموت عندما أنساها.. 5 سأقول لك "أحبك".. عندما أبرأ من حالة الفصام التي تمزقني.. وأعود شخصاً واحداً.. سأقولها، عندما تتصالح المدينة والصحراء في داخلي. وترحل كل القبائل عن شواطيء دمي.. الذي حفره حكماء العالم الثالث فوق جسدي.. التي جربتها على مدى ثلاثين عاماً... فشوهت ذكورتي.. وأصدرت حكماً بجلدك ثمانين جلده.. بتهمة الأنوثه... لذلك. لن أقول لك (أحبك).. اليوم.. وربما لن أقولها غداً.. فالأرض تأخذ تسعة شهورٍ لتطلع زهره والليل يتعذب كثيراً.. ليلد نجمه.. والبشرية تنتظر ألوف السنوات.. لتطلع نبياً.. فلماذا لا تنتظرين بعض الوقت.. لتصبحي حبيبتي؟؟. بتهمة الأنوثه... لذلك. لن أقول لك (أحبك).. اليوم.. وربما لن أقولها غداً.. فالأرض تأخذ تسعة شهورٍ لتطلع زهره والليل يتعذب كثيراً.. ليلد نجمه.. والبشرية تنتظر ألوف السنوات.. لتطلع نبياً.. فلماذا لا تنتظرين بعض الوقت.. لتصبحي حبيبتي؟؟.

ماذا اقول له

ماذا أقول له لو جاء يسألني..
إن كنت أكرهه أو كنت أهواه؟
ماذا أقول ، إذا راحت أصابعه
تلملم الليل عن شعري وترعاه؟
وكيف أسمح أن يدنو بمقعده؟
وأن تنام على خصري ذراعاه؟
غدا إذا جاء .. أعطيه رسائله
ونطعم النار أحلى ما كتبناه
حبيبتي! هل أنا حقا حبيبته؟
وهل أصدق بعد الهجر دعواه؟
أما انتهت من سنين قصتي معه؟
ألم تمت كخيوط الشمس ذكراه؟
أما كسرنا كؤوس الحب من زمن
فكيف نبكي على كأس كسرناه؟
رباه.. أشياؤه الصغرى تعذبني
فكيف أنجو من الأشياء رباه؟
هنا جريدته في الركن مهملة
هنا كتاب معا .. كنا قرأناه
على المقاعد بعض من سجائره
وفي الزوايا .. بقايا من بقاياه..
ما لي أحدق في المرآة .. أسألها
بأي ثوب من الأثواب ألقاه
أأدعي أنني أصبحت أكرهه؟
وكيف أكره من في الجفن سكناه؟
وكيف أهرب منه؟ إنه قدري
هل يملك النهر تغييرا لمجراه؟
أحبه .. لست أدري ما أحب به
حتى خطاياه ما عادت خطاياه
الحب في الأرض . بعض من تخلينا
لو لم نجده عليها .. لاخترعناه
ماذا أقول له لو جاء يسألني
إن كنت أهواه. إني ألف أهواه

يوميات امراه

لماذا في مدينتنا ؟ نعيش الحب تهريباً وتزويراً ؟ ونسرق من شقوق الباب موعدنا ونستعطي الرسائل والمشاويرا لماذا في مدينتنا ؟ يصيدون العواطف والعصافيرا لماذا نحن قصديرا ؟ وما يبقى من الإنسان حين يصير قصديرا ؟ لماذا نحن مزدوجون إحساسا وتفكيرا ؟ لماذا نحن ارضيون .. تحتيون .. نخشى الشمس والنورا ؟ لماذا أهل بلدتنا ؟ يمزقهم تناقضهم ففي ساعات يقظتهم يسبون الضفائر والتنانيرا وحين الليل يطويهم يضمون التصاويرا أسائل دائماً نفسي لماذا لا يكون الحب في الدنيا ؟ لكل الناس كل الناس مثل أشعة الفجر لماذا لا يكون الحب مثل الخبز والخمر ؟ ومثل الماء في النهر ومثل الغيم ، والأمطار ، والأعشاب والزهر أليس الحب للإنسان عمراً داخل العمر ؟ لماذا لايكون الحب في بلدي ؟ طبيعياً كلقيا الثغر بالثغر ومنساباً كما شعري على ظهري لماذا لا يحب الناس في لين وفي يسر ؟ كما الأسماك في البحر كما الأقمار في أفلاكها تجري لماذا لا يكون الحب في بلدي ضرورياً كديوان من الشعر انا نهدي في صدري كعصفورين قد ماتا من الحر كقديسين شرقيين متهمين بالكفر كم اضطهدا وكم رقدا على الجمر وكم رفضا مصيرهما وكم ثارا على القهر وكم قطعا لجامهما وكم هربا من القبر متى سيفك قيدهما متى ؟ يا ليتني ادري نزلت إلى حديقتنا ازور ربيعها الراجع عجنت ترابها بيدي حضنت حشيشها الطالع رأيت شجيرة الدراق تلبس ثوبها الفاقع رأيت الطير محتفلاً بعودة طيره الساجع رأيت المقعد الخشبي مثل الناسك الراجع سقطت عليه باكية كأني مركب ضائع احتى الأرض ياربي ؟ تعبر عن مشاعرها بشكل بارع ... بارع احتى الأرض ياربي لها يوم .. تحب فيه .. تبوح به .. تضم حبيبها الراجع وفوق العشب من حولي لها سبب .. لها الدافع فليس الزنبق الفارع وليس الحقل ، ليس النحل ليس الجدول النابع سوى كلمات هذى الأرض .. غير حديثها الرائع أحس بداخلي بعثاً يمزق قشرتي عني ويدفعني لان أعدو مع الأطفال في الشارع أريد.. أريد.. كايه زهرة في الروض تفتح جفنها الدامع كايه نحله في الحقل تمنح شهدها النافع أريد.. أريد أن أحيا بكل خليه مني مفاتن هذه الدنيا بمخمل ليلها الواسع وبرد شتائها اللاذع أريد.. أريد أن أحيا بكل حرارة الواقع بكل حماقة الواقع يعود أخي من الماخور ... عند الفجر سكرانا ... يعود .. كأنه السلطان .. من سماه سلطانا ؟ ويبقى في عيون الأهل أجملنا ... وأغلانا .. ويبقى في ثياب العهر اطهرنا ... وأنقانا يعود أخي من الماخور مثل الديك .. نشوانا فسبحان الذي سواه من ضوء ومن فحم رخيص نحن سوانا وسبحان الذي يمحو خطاياه ولا يمحو خطايانا تخيف أبي مراهقتي يدق لها طبول الذعر والخطر يقاومها يقاوم رغوة الخلجان يلعن جراة المطر يقاوم دونما جدوى مرور النسغ في الذهر أبي يشقى إذا سالت رياح الصيف عن شعري ويشقى إن رأى نهداي يرتفحان في كبر ويغتسلان كالأطفال تحت أشعه القمر فما ذنبي وذنبهما هما مني هما قدري متى يأتي ترى بطلي لقد خبأت في صدري له ، زوجا من الحجل وقد خبأت في ثغري له ، كوزا من العسل متى يأتي على فرس له ، مجدولة الخصل ليخطفني ليكسر باب معتقلي فمنذ طفولتي وأنا أمد على شبابيكي حبال الشوق والأمل واجدل شعري الذهبي كي يصعد على خصلاته .. بطلي يروعني .. شحوب شقيقتي الكبرى هي الأخرى تعاني ما أعانيه تعيش الساعة الصفرا تعاني عقده سوداء تعصر قلبها عصرا قطار الحسن مر بها ولم يترك سوى الذكرى ولم يترك من النهدين إلا الليف والقشرا لقد بدأت سفينتها تغوص .. وتلمس القعرا أراقبها وقد جلست بركن ، تصلح الشعرا تصففه .. وتخربه وترسل زفرة حرى تلوب .. تلوب .. في الردهات مثل ذبابة حيرى وتقبح في محارتها كنهر .. لم يجد مجرى سأكتب عن صديقاتي فقصه كل واحده أرى فيها .. أرى ذاتي ومأساة كمأساتي سأكتب عن صديقاتي عن السجن الذي يمتص أعمار السجينات عند الزمن الذي أكلته أعمدة المجلات عن الأبواب لا تفتح عن الرغبات وهي بمهدها تذبح عن الحلمات تحت حريرها تنبح عن الزنزانة الكبرى وعن جدارنها السود وعن آلاف .. آلاف الشهيدات دفن بغير أسماء بمقبرة التقاليد صديقاتي دمى ملفوفة بالقطن داخل متحف مغلق نقود صكها التاريخ ، لا تهدى ولا تنفق مجاميع من الأسماك في أحواضها تخنق وأوعيه من البلور مات فراشها الأزرق بلا خوف سأكتب عن صديقاتي عن الأغلال دامية بأقدام الجميلات عن الهذيان .. والغثيان .. عن ليل الضرعات عن الأشواق تدفن في المخدات عن الدوران في اللاشيء عن موت الهنيهات صديقاتي رهائن تشترى وتباع في سوق الخرافات سبايا في حريم الشرق موتى غير أموات يعشن ، يمتن مثل الفطر في جوف الزجاجات صديقاتي طيور في مغائرها تموت بغير أصوات خلوت اليوم ساعات إلى جسدي أفكر في قضاياه أليس هوالثاني قضاياه ؟ وجنته وحماه ؟ لقد أهملته زمنا ولم اعبا بشكواه نظرت إليه في شغف نظرت إليه من أحلى زواياه لمست قبابه البيضاء غابته ومرعاه إن لوني حليبي كان الفجر قطره وصفاه أسفت لا نه جسدي أسفت على ملاسته وثرت على مصممه ، وعاجنه وناحته رثيت له لهذا الوحش يأكل من وسادته لهذا الطفل ليس تنام عيناه نزعت غلالتي عني رأيت الظل يخرج من مراياه رأيت النهر كالعصفور ... لم يتعب جناحاه تحرر من قطيفته ومزق عنه " تفتاه " حزنت انا لمرآه لماذا الله كوره ودوره .. وسواه ؟ لماذا الله أشقاني بفتنته .. وأشقاه ؟ وعلقه بأعلى الصدر جرحاً .. لست أنساه لماذا يستبد ابي ؟ ويرهقني بسلطته .. وينظر لي كانيه كسطر في جريدته ويحرص على أن أظل له كأني بعض ثروته وان أبقى بجانبه ككرسي بحجرته أيكفي أنني ابنته أني من سلالته أيطعمني أبي خبزاً ؟ أيغمرني بنعمته ؟ كفرت انا .. بمال أبي بلؤلؤة ... بفضته أبي لم ينتبه يوماً إلى جسدي .. وثورته أبي رجل أناني مريض في محبته مريض في تعنته يثور إذا رأى صدري تمادى في استدارته يثور إذا رأى رجلاً يقرب من حديقته أبي ... لن يمنع التفاح عن إكمال دورته سيأتي ألف عصفور ليسرق من حديقته على كراستي الزرقاء .. استلقي يمريه وابسط فوقها في فرح وعفوية أمشط فوقها شعري وارمي كل أثوابي الحريرية أنام , أفيق , عارية .. أسير .. أسير حافية على صفحات أوراقي السماوية على كراستي الزرقاء استرخي على كيفي واهرب من أفاعي الجنس والإرهاب .. والخوف .. واصرخ ملء حنجرتي انا امرأة .. انا امرأة انا انسانة حية أيا مدن التوابيت الرخامية على كراستي الزرقاء تسقط كل أقنعتي الحضارية ولا يبقى سوى نهدي تكوم فوق أغطيتي كشمس استوائية ولا يبقى سوى جسدي يعبر عن مشاعره بلهجته البدائية ولا يبقى .. ولا يبقى .. سوى الأنثى الحقيقة صباح اليوم فاجأني دليل أنوثتي الأول كتمت تمزقي وأخذت ارقب روعة الجدول واتبع موجه الذهبي اتبعه ولا أسال هنا .. أحجار ياقوت وكنز لألي مهمل هنا .. نافورة جذلى هنا .. جسر من المخمل ..هنا سفن من التوليب ترجوا الأجمل الأجمل هنا .. حبر بغير يد هنا .. جرح ولا مقتل أأخجل منه .. هل بحر بعزة موجه يخجل ؟ انا للخصب مصدره وأنا يده وأنا المغزل ...

التحديات

أتحدى.. من إلى عينيك، يا سيدتي، قد سبقوني يحملون الشمس في راحاتهم وعقود الياسمين.. أتحدى كل من عاشترتهم من مجانين، ومفقودين في بحر الحنين أن يحبوك بأسلوبي، وطيشي، وجنوني.. أتحدى.. كتب العشق ومخطوطاته منذ آلاف القرون.. أن تري فيها كتاباً واحداً فيه، يا سيدتي، ما ذكروني أتحداك أنا.. أن تجدي وطناً مثل فمي.. وسريراً دافئاً.. مثل عيوني أتحداهم جميعاً.. أن يخطوا لك مكتوب هوىً كمكاتيب غرامي.. أو يجيؤوك –على كثرتهم- بحروفٍ كحروفي، وكلامٍ ككلامي.. أتحداك أنا أن تذكري رجلاً من بين من أحببتهم أفرغ الصيف بعينيك.. وفيروز البحور أتحدى.. مفردات الحب في شتى العصور والكتابات على جدران صيدون وصور فاقرأي أقدم أوراق الهوى.. تجديني دائماً بين السطور إنني أسكن في الحب.. فما من قبلةٍ.. أخذت.. أو أعطيت ليس لي فيها حلولٌ أو حضور... أتحدى أشجع الفرسان.. يا سيدتي وبواريد القبيله.. أتحدى من أحبوك ومن أحببتهم منذ ميلادك.. حتى صرت كالنخل العراقي.. طويله أتحداهم جميعاً.. أن يكونوا قطرةً صغرى ببحري.. أو يكونوا أطفأوا أعمارهم مثلما أطفأت في عينيك عمري.. أتحداك أنا.. أن تجدي عاشقاً مثلي.. وعصراً ذهبياً.. مثل عصري فارحلي، حيث تريدين.. ارحلي.. واضحكي، وابكي، وجوعي، فأنا أعرف أن لن تجدي موطناً فيه تنامين كصدري..

الحب فى الجاهليه

شاءت الأقدار، يا سيدتي، أن نلتقي في الجاهليه!!... حيث تمتد السماوات خطوطا أفقيه والنباتات، خطوطا أفقيه... والكتابات، الديانات، المواويل، عروض الشعر، والأنهار، والأفكار، والأشجار، والأيام، والساعات، تجري في خطوط أفقيه... ------------ شاءت الأقدار... أن أهواك في مجتمع الكبريت والملح... وأن أكتب الشعر على هذي السماء المعدنيه حيث شمس الصيف فأس حجريه والنهارات قطارات كآبه... شاءت الأقدار أن تعرف عيناك الكتابه في صحارى ليس فيها... نخله... أو قمر ... أو أبجديه *** شاءت الأقدار، يا سيدتي، أن تمطري مثل السحابه فوق أرض ما بها قطرة ماء وتكوني زهرة مزروعة عند خط الاستواء... وتكوني صورة شعريه في زمان قطعوا فيه رءوس الشعراء وتكوني امرأة نادره في بلاد طردت من أرضها كل النساء *** أو يا سيدتي... يا زواج الضوء والعتمة في ليل العيون الشركسيه... يا ملايين العصافير التي تنقر الرمان... من تنورة أندلسيه... شاءت الأقدار أن نعشق بالسر... وأن نتعاطى الجنس بالسر... وأن تنجبي الأطفال بالسر... وأن أنتمي - من أجل عينيك - لكل الحركات الباطنيه... *** شاءت الأقدار يا سيدتي... أن تسقطي كالمجدليه... تحت أقدام المماليك... وأسنان الصعاليك... ودقات الطبول الوثنيه... وتكوني فرسا رائعه... فوق أرض يقتلون الحب فيها... والخيول العربيه... شاءت الأقدار أن نذبح يا سيدتي مثل آلاف الخيول العربيه...