Monday, January 12, 2009

كل عام وانت حبيبتى

كل عامٍ وأنت حبيبتي.. أقولها لك، عندما تدق الساعة منتصف الليل وتغرق السنة الماضية في مياه أحزاني كسفينةٍ مصنوعةٍ من الورق.. أقولها لك على طريقتي.. متجاوزاً كل الطقوس الاحتفاليه التي يمارسها العالم منذ 1975 سنة.. وكاسراً كل تقاليد الفرح الكاذب التي يتمسك بها الناس منذ 1975 سنة.. ورافضاً.. كل العبارات الكلاسيكية.. التي يرددها الرجال على مسامع النساء منذ 1975 سنة.. 2 كل عامٍ وأنت حبيبتي.. أقولها لك بكل بساطه.. كما يقرأ طفلٌ صلاته قبل النوم وكما يقف عصفورٌ على سنبلة قمح.. فتزداد الأزاهير المشغولة على ثوبك الأبيض.. زهرةً.. وتزداد المراكب المنتظرة في مياه عينيك.. مركباً.. أقولها لك بحرارةٍ ونزق كما يضرب الراقص الاسباني قدمه بالأرض فتتشكل ألوف الدوائر حول محيط الكرة الأرضيه.. ..................................... ..................................... ..................................... 3 كل عامٍ وأنت حبيبتي.. هذه هي الكلمات الأربع.. التي سألفها بشريطٍ من القصب وأرسلها إليك ليلة رأس السنه. كل البطاقات التي يبيعونها في المكتبات لا تقول ما أريده.. وكل الرسوم التي عليها.. من شموعٍ.. وأجراسٍ.. وأشجارٍ.. وكرات ثلج.. وأطفالٍ.. وملائكه.. لا تناسبني.. إنني لا أرتاح للبطاقات الجاهزه.. ولا للقصائد الجاهزه.. ولا للتمنيات التي برسم التصدير فهي كلها مطبوعة في باريس، أو لندن، أو أمستردام.. ومكتوبةٌ بالفرنسية، أو الانكليزية.. لتصلح لكل المناسبات وأنت لست امرأة المناسبات.. بل أنت المرأة التي أحبها.. أنت هذا الوجع اليومي.. الذي لا يقال ببطاقات المعايده.. ولا يقال بالحروف اللاتينيه... ولا يقال بالمراسله.. وإنما يقال عندما تدق الساعة منتصف الليل.. وتدخلين كالسمكة إلى مياهي الدافئه.. وتستحمين هناك.. ويسافر فمي في غابات شعرك الغجري ويستوطن هناك.. 4 لأنني أحبك.. تدخل السنة الجديدة علينا.. دخول الملوك.. ولأنني أحبك.. أحمل تصريحاً خاصاً من الله.. بالتجول بين ملايين النجوم.. 5 لن نشتري هذا العيد شجره ستكونين أنت الشجره وسأعلق عليك.. أمنياتي.. وصلواتي.. وقناديل دموعي.. 6 كل عامٍ وأنت حبيبتي.. أمنيةٌ أخاف أن أتمناها حتى لا أتهم بالطمع أو بالغرور فكرةٌ أخاف أن أفكر بها.. حتى لا يسرقها الناس مني.. ويزعموا أنهم أول من اخترع الشعر.. 7 كل عامٍ وأنت حبيبتي.. كل عامٍ وأنت حبيبك.. أنا أعرف أنني أتمنى أكثر مما ينبغي.. وأحلم أكثر من الحد المسموح به.. ولكن.. من له الحق أن يحاسبني على أحلامي؟ من يحاسب الفقراء؟.. إذا حلموا أنهم جلسوا على العرش لمدة خمس دقائق؟ من يحاسب الصحراء إذا توحمت على جدول ماء؟ هناك ثلاث حالاتٍ يصبح فيها الحلم شرعياً: حالة الجنون.. وحالة الشعر.. وحالة التعرف على امرأة مدهشةٍ مثلك.. وأنا أعاني – لحسن الحظ- من الحالات الثلاث.. 8 اتركي عشيرتك.. واتبعيني إلى مغائري الداخليه اتركي قبعة الورق.. وموسيقى الجيرك.. والملابس التنكريه.. واجلسي معي تحت شجر البرق.. وعباءة الشعر الزرقاء.. سأغطيك بمعطفي من مطر بيروت وسأسقيك نبيذاً أحمر.. من أقبية الرهبان.. وسأصنع لك طبقاً إسبانياً.. من قواقع البحر.. إتبعيني – يا سيدتي- إلى شوارع الحلم الخلفيه.. فلسوف أطلعك على قصائد لم أقرأها لأحد.. وأفتح لك حقائب دموعي.. التي لم أفتحها لأحد.. ولسوف أحبك.. كما لا أحبك أحد.. 9 عندما تدق الساعة الثانية عشره وتفقد الكرة الأرضية توازنها ويبدأ الراقصون يفكرون بأقدامهم.. سأنسحب إلى داخل نفسي.. وأسحبك معي.. فأنت امرأةٌ لا ترتبط بالفرح العام ولا بالزمن العام.. ولا بهذا السيرك الكبير الذي يمر أمامنا.. ولا بتلك الطبول الوثنية التي تقرع حولنا.. ولا بأقنعة الورق التي لا يبقى منها في آخر الليل سوى رجالٍ من ورق.. ونساءٍ من ورق.. 10 آه.. يا سيدتي لو كان الأمر بيدي.. إذن لصنعت سنةً لك وحدك تفصلين أيامها كما تريدين.. وتسندين ظهرك على أسابيعها كما تريدين وتتشمسين.. وتستحمين.. وتركضين على رمال شهورها.. كما تريدين.. آه.. يا سيدتي.. لو كان الأمر بيدي.. لأقمت عاصمةً لك في ضاحية الوقت لا تأخذ بنظام الساعات الشمسية والرمليه ولا يبدأ فيها الزمن الحقيقي إلا.. عندما تأخذ يدك الصغيرة قيلولتها.. داخل يدي.. 11 كل عامٍ وعيناك أيقونتان بيزنطيتان.. ونهداك طفلان أشقران.. يتدحرجان على الثلج.. كل عامٍ.. وأنا متورطٌ بك.. وملاحقٌ بتهمة حبك.. كما السماء متهمةٌ بالزرقه والعصافير متهمةٌ بالسفر والشفة متهمةٌ بالإستداره... كل عامٍ وأنا مضروبٌ بزلازلك.. ومبللٌ بأمطارك.. ومحفورٌ – كالإناء الصيني – بتضاريس جسمك كل عامٍ وأنت.. لا أدري ماذا أسميك.. إختاري أنت أسماءك.. كما تختار النقطة مكانها على السطر وكما يختار المشط مكانه في طيات الشعر.. وإلى أن تختاري إسمك الجديد إسمحي لي أن أناديك: "يا حبيبتي"...

الى حبيبتى فى راس السنه

أنقل حبي لك من عامٍ إلى عام.. كما ينقل التلميذ فروضه المدرسية إلى دفترٍ جديد أنقل صوتك.. ورائحتك.. ورسائلك.. ورقم هاتفك.. وصندوق بريدك.. وأعلقها في خزانة العام الجديد.. وأمنحك تذكرة إقامة دائمة في قلبي.. 2 إنني أحبك.. ولن أتركك وحدك على ورقة 31 ديسمبر أبداً سأحملك على ذراعي.. وأتنقل بك بين الفصول الأربعه.. ففي الشتاء، سأضع على رأسك قبعة صوف حمراء.. كي لا تبردي.. وفي الخريف، سأعطيك معطف المطر الوحيد الذي أمتلكه.. كي لا تتبللي.. وفي الربيع.. سأتركك تنامين على الحشائش الطازجه.. وتتناولين طعام الإفطار.. مع الجنادب والعصافير.. وفي الصيف.. سأشتري لك شبكة صيدٍ صغيره.. لتصطادي المحار.. وطيور البحر.. والأسماك المجهولة العناوين... 3 إنني أحبك.. ولا أريد أن أربطك بذاكرة الأفعال الماضيه.. ولا بذاكرة القطارات المسافره.. فأنت القطار الأخير الذي يسافر ليلاً ونهاراً فوق شرايين يدي.. أنت قطاري الأخير.. وأنا محطتك الأخيره.. 4 إنني أحبك.. ولا أريد أن أربطك بالماء.. أو الريح أو بالتاريخ الميلادي أو الهجري.. ولا بحركات المد والجزر.. أو ساعات الخسوف والكسوف لا يهمني ما تقوله المراصد.. وخطوط فناجين القهوه.. فعيناك وحدهما هما النبوءه وهما المسؤولتان عن فرح هذا العالم... 5 أحبك.. وأحب أن أربطك بزمني.. وبطقسي.. وأجعلك نجمةً في مداري.. أريد أن تأخذي شكل الكلمة.. ومساحة الورقه.. حتى إذا نشرت كتاباً.. وقرأه الناس.. عثروا عليك، كالوردة في داخله.. أريد أن تأخذي شكل فمي.. حتى إذا تكلمت.. وجدك الناس تستحمين في صوتي.. أريدك أن تأخذي شكل يدي.. حتى إذا وضعتها على الطاولة.. وجدك الناس نائمةً في جوفها.. كفراشةٍ في يد طفل.. إنني لا أحترف طقوس التهنئة.. إنني أحترف العشق.. وأحترفك.. يتجول هو فوق جلدي.. وتتجولين أنت تحت جلدي.. وأما أنا.. فأحمل الشوارع والأرصفة المغسولة بالمطر.. على ظهري.. وأبحث عنك.. 6 لماذا تتآمرين علي مع المطر؟ ما دمت تعرفين.. أن كل تاريخي معك.. مقترنٌ بسقوط المطر.. وأن الحساسية الوحيدة التي تصيبني.. عندما أشم رائحة نهديك.. هي حساسية المطر.. لماذا تتآمرين علي ؟. ما دمت تعرفين.. أن الكتاب الوحيد الذي أقرؤه بعدك.. هو كتاب المطر.. 7 إنني أحبك.. هذه هي المهنة الوحيدة التي أتقنها.. ويحسدني عليها أصدقائي.. وأعدائي.. قبلك.. كانت الشمس، والجبال، والغابات.. في حالة بطالة.. واللغة بحالة بطالة.. والعصافير بحالة بطالة... فشكراً لأنك أدخلتني المدرسه.. وشكراً.. لأنك علمتني أبجدية العشق.. وشكراً .. لأنك قبلت أن تكوني حبيبتي..

ساقول لك احبك

سأقول لك "أحبك".. حين تنتهي كل لغات العشق القديمه فلا يبقى للعشاق شيءٌ يقولونه.. أو يفعلونه.. عندئذ ستبدأ مهمتي.. في تغيير حجارة هذا العالم.. وفي تغيير هندسته.. شجرةً بعد شجره.. وكوكباً بعد كوكب.. وقصيدةً بعد قصيده.. سأقول لك "أحبك".. وتضيق المسافة بين عينيك وبين دفاتري.. ويصبح الهواء الذي تتنفسينه يمر برئتي أنا.. وتصبح اليد التي تضعينها على مقعد السيارة.. هي يدي أنا.. سأقولها، عندما أصبح قادراً، على استحضار طفولتي، وخيولي، وعساكري، ومراكبي الورقيه.. واستعادة الزمن الأزرق معك على شواطيء بيروت.. حين كنت ترتعشين كسمكةٍ بين أصابعي.. فأغطيك، عندما تنعسين، بشرشفٍ من نجوم الصيف.. 3 سأقول لك "أحبك".. وسنابل القمح حتى تنضج.. بحاجةٍ إليك.. والينابيع حتى تتفجر.. والحضارة حتى تتحضر.. والعصافير حتى تتعلم الطيران.. والفراشات حتى تتعلم الرسم.. وأنا أمارس النبوه بحاجةٍ إليك.. 4 سأقول لك "أحبك".. عندما تسقط الحدود نهائياً بينك وبين القصيده.. ويصبح النوم على ورقة الكتابه ليس الأمر سهلاً كما تتصورين.. خارج إيقاعات الشعر.. ولا أن أدخل في حوارٍ مع جسدٍ لا أعرف أن أتهجاه.. كلمةً كلمه.. ومقطعاً مقطعاً... إنني لا أعاني من عقدة المثقفين.. لكن طبيعتي ترفض الأجساد التي لا تتكلم بذكاء... والعيون التي لا تطرح الأسئله.. إن شرط الشهوة عندي، مرتبطٌ بشرط الشعر فالمرأة قصيدةٌ أموت عندما أكتبها.. وأموت عندما أنساها.. 5 سأقول لك "أحبك".. عندما أبرأ من حالة الفصام التي تمزقني.. وأعود شخصاً واحداً.. سأقولها، عندما تتصالح المدينة والصحراء في داخلي. وترحل كل القبائل عن شواطيء دمي.. الذي حفره حكماء العالم الثالث فوق جسدي.. التي جربتها على مدى ثلاثين عاماً... فشوهت ذكورتي.. وأصدرت حكماً بجلدك ثمانين جلده.. بتهمة الأنوثه... لذلك. لن أقول لك (أحبك).. اليوم.. وربما لن أقولها غداً.. فالأرض تأخذ تسعة شهورٍ لتطلع زهره والليل يتعذب كثيراً.. ليلد نجمه.. والبشرية تنتظر ألوف السنوات.. لتطلع نبياً.. فلماذا لا تنتظرين بعض الوقت.. لتصبحي حبيبتي؟؟. بتهمة الأنوثه... لذلك. لن أقول لك (أحبك).. اليوم.. وربما لن أقولها غداً.. فالأرض تأخذ تسعة شهورٍ لتطلع زهره والليل يتعذب كثيراً.. ليلد نجمه.. والبشرية تنتظر ألوف السنوات.. لتطلع نبياً.. فلماذا لا تنتظرين بعض الوقت.. لتصبحي حبيبتي؟؟.

ماذا اقول له

ماذا أقول له لو جاء يسألني..
إن كنت أكرهه أو كنت أهواه؟
ماذا أقول ، إذا راحت أصابعه
تلملم الليل عن شعري وترعاه؟
وكيف أسمح أن يدنو بمقعده؟
وأن تنام على خصري ذراعاه؟
غدا إذا جاء .. أعطيه رسائله
ونطعم النار أحلى ما كتبناه
حبيبتي! هل أنا حقا حبيبته؟
وهل أصدق بعد الهجر دعواه؟
أما انتهت من سنين قصتي معه؟
ألم تمت كخيوط الشمس ذكراه؟
أما كسرنا كؤوس الحب من زمن
فكيف نبكي على كأس كسرناه؟
رباه.. أشياؤه الصغرى تعذبني
فكيف أنجو من الأشياء رباه؟
هنا جريدته في الركن مهملة
هنا كتاب معا .. كنا قرأناه
على المقاعد بعض من سجائره
وفي الزوايا .. بقايا من بقاياه..
ما لي أحدق في المرآة .. أسألها
بأي ثوب من الأثواب ألقاه
أأدعي أنني أصبحت أكرهه؟
وكيف أكره من في الجفن سكناه؟
وكيف أهرب منه؟ إنه قدري
هل يملك النهر تغييرا لمجراه؟
أحبه .. لست أدري ما أحب به
حتى خطاياه ما عادت خطاياه
الحب في الأرض . بعض من تخلينا
لو لم نجده عليها .. لاخترعناه
ماذا أقول له لو جاء يسألني
إن كنت أهواه. إني ألف أهواه

يوميات امراه

لماذا في مدينتنا ؟ نعيش الحب تهريباً وتزويراً ؟ ونسرق من شقوق الباب موعدنا ونستعطي الرسائل والمشاويرا لماذا في مدينتنا ؟ يصيدون العواطف والعصافيرا لماذا نحن قصديرا ؟ وما يبقى من الإنسان حين يصير قصديرا ؟ لماذا نحن مزدوجون إحساسا وتفكيرا ؟ لماذا نحن ارضيون .. تحتيون .. نخشى الشمس والنورا ؟ لماذا أهل بلدتنا ؟ يمزقهم تناقضهم ففي ساعات يقظتهم يسبون الضفائر والتنانيرا وحين الليل يطويهم يضمون التصاويرا أسائل دائماً نفسي لماذا لا يكون الحب في الدنيا ؟ لكل الناس كل الناس مثل أشعة الفجر لماذا لا يكون الحب مثل الخبز والخمر ؟ ومثل الماء في النهر ومثل الغيم ، والأمطار ، والأعشاب والزهر أليس الحب للإنسان عمراً داخل العمر ؟ لماذا لايكون الحب في بلدي ؟ طبيعياً كلقيا الثغر بالثغر ومنساباً كما شعري على ظهري لماذا لا يحب الناس في لين وفي يسر ؟ كما الأسماك في البحر كما الأقمار في أفلاكها تجري لماذا لا يكون الحب في بلدي ضرورياً كديوان من الشعر انا نهدي في صدري كعصفورين قد ماتا من الحر كقديسين شرقيين متهمين بالكفر كم اضطهدا وكم رقدا على الجمر وكم رفضا مصيرهما وكم ثارا على القهر وكم قطعا لجامهما وكم هربا من القبر متى سيفك قيدهما متى ؟ يا ليتني ادري نزلت إلى حديقتنا ازور ربيعها الراجع عجنت ترابها بيدي حضنت حشيشها الطالع رأيت شجيرة الدراق تلبس ثوبها الفاقع رأيت الطير محتفلاً بعودة طيره الساجع رأيت المقعد الخشبي مثل الناسك الراجع سقطت عليه باكية كأني مركب ضائع احتى الأرض ياربي ؟ تعبر عن مشاعرها بشكل بارع ... بارع احتى الأرض ياربي لها يوم .. تحب فيه .. تبوح به .. تضم حبيبها الراجع وفوق العشب من حولي لها سبب .. لها الدافع فليس الزنبق الفارع وليس الحقل ، ليس النحل ليس الجدول النابع سوى كلمات هذى الأرض .. غير حديثها الرائع أحس بداخلي بعثاً يمزق قشرتي عني ويدفعني لان أعدو مع الأطفال في الشارع أريد.. أريد.. كايه زهرة في الروض تفتح جفنها الدامع كايه نحله في الحقل تمنح شهدها النافع أريد.. أريد أن أحيا بكل خليه مني مفاتن هذه الدنيا بمخمل ليلها الواسع وبرد شتائها اللاذع أريد.. أريد أن أحيا بكل حرارة الواقع بكل حماقة الواقع يعود أخي من الماخور ... عند الفجر سكرانا ... يعود .. كأنه السلطان .. من سماه سلطانا ؟ ويبقى في عيون الأهل أجملنا ... وأغلانا .. ويبقى في ثياب العهر اطهرنا ... وأنقانا يعود أخي من الماخور مثل الديك .. نشوانا فسبحان الذي سواه من ضوء ومن فحم رخيص نحن سوانا وسبحان الذي يمحو خطاياه ولا يمحو خطايانا تخيف أبي مراهقتي يدق لها طبول الذعر والخطر يقاومها يقاوم رغوة الخلجان يلعن جراة المطر يقاوم دونما جدوى مرور النسغ في الذهر أبي يشقى إذا سالت رياح الصيف عن شعري ويشقى إن رأى نهداي يرتفحان في كبر ويغتسلان كالأطفال تحت أشعه القمر فما ذنبي وذنبهما هما مني هما قدري متى يأتي ترى بطلي لقد خبأت في صدري له ، زوجا من الحجل وقد خبأت في ثغري له ، كوزا من العسل متى يأتي على فرس له ، مجدولة الخصل ليخطفني ليكسر باب معتقلي فمنذ طفولتي وأنا أمد على شبابيكي حبال الشوق والأمل واجدل شعري الذهبي كي يصعد على خصلاته .. بطلي يروعني .. شحوب شقيقتي الكبرى هي الأخرى تعاني ما أعانيه تعيش الساعة الصفرا تعاني عقده سوداء تعصر قلبها عصرا قطار الحسن مر بها ولم يترك سوى الذكرى ولم يترك من النهدين إلا الليف والقشرا لقد بدأت سفينتها تغوص .. وتلمس القعرا أراقبها وقد جلست بركن ، تصلح الشعرا تصففه .. وتخربه وترسل زفرة حرى تلوب .. تلوب .. في الردهات مثل ذبابة حيرى وتقبح في محارتها كنهر .. لم يجد مجرى سأكتب عن صديقاتي فقصه كل واحده أرى فيها .. أرى ذاتي ومأساة كمأساتي سأكتب عن صديقاتي عن السجن الذي يمتص أعمار السجينات عند الزمن الذي أكلته أعمدة المجلات عن الأبواب لا تفتح عن الرغبات وهي بمهدها تذبح عن الحلمات تحت حريرها تنبح عن الزنزانة الكبرى وعن جدارنها السود وعن آلاف .. آلاف الشهيدات دفن بغير أسماء بمقبرة التقاليد صديقاتي دمى ملفوفة بالقطن داخل متحف مغلق نقود صكها التاريخ ، لا تهدى ولا تنفق مجاميع من الأسماك في أحواضها تخنق وأوعيه من البلور مات فراشها الأزرق بلا خوف سأكتب عن صديقاتي عن الأغلال دامية بأقدام الجميلات عن الهذيان .. والغثيان .. عن ليل الضرعات عن الأشواق تدفن في المخدات عن الدوران في اللاشيء عن موت الهنيهات صديقاتي رهائن تشترى وتباع في سوق الخرافات سبايا في حريم الشرق موتى غير أموات يعشن ، يمتن مثل الفطر في جوف الزجاجات صديقاتي طيور في مغائرها تموت بغير أصوات خلوت اليوم ساعات إلى جسدي أفكر في قضاياه أليس هوالثاني قضاياه ؟ وجنته وحماه ؟ لقد أهملته زمنا ولم اعبا بشكواه نظرت إليه في شغف نظرت إليه من أحلى زواياه لمست قبابه البيضاء غابته ومرعاه إن لوني حليبي كان الفجر قطره وصفاه أسفت لا نه جسدي أسفت على ملاسته وثرت على مصممه ، وعاجنه وناحته رثيت له لهذا الوحش يأكل من وسادته لهذا الطفل ليس تنام عيناه نزعت غلالتي عني رأيت الظل يخرج من مراياه رأيت النهر كالعصفور ... لم يتعب جناحاه تحرر من قطيفته ومزق عنه " تفتاه " حزنت انا لمرآه لماذا الله كوره ودوره .. وسواه ؟ لماذا الله أشقاني بفتنته .. وأشقاه ؟ وعلقه بأعلى الصدر جرحاً .. لست أنساه لماذا يستبد ابي ؟ ويرهقني بسلطته .. وينظر لي كانيه كسطر في جريدته ويحرص على أن أظل له كأني بعض ثروته وان أبقى بجانبه ككرسي بحجرته أيكفي أنني ابنته أني من سلالته أيطعمني أبي خبزاً ؟ أيغمرني بنعمته ؟ كفرت انا .. بمال أبي بلؤلؤة ... بفضته أبي لم ينتبه يوماً إلى جسدي .. وثورته أبي رجل أناني مريض في محبته مريض في تعنته يثور إذا رأى صدري تمادى في استدارته يثور إذا رأى رجلاً يقرب من حديقته أبي ... لن يمنع التفاح عن إكمال دورته سيأتي ألف عصفور ليسرق من حديقته على كراستي الزرقاء .. استلقي يمريه وابسط فوقها في فرح وعفوية أمشط فوقها شعري وارمي كل أثوابي الحريرية أنام , أفيق , عارية .. أسير .. أسير حافية على صفحات أوراقي السماوية على كراستي الزرقاء استرخي على كيفي واهرب من أفاعي الجنس والإرهاب .. والخوف .. واصرخ ملء حنجرتي انا امرأة .. انا امرأة انا انسانة حية أيا مدن التوابيت الرخامية على كراستي الزرقاء تسقط كل أقنعتي الحضارية ولا يبقى سوى نهدي تكوم فوق أغطيتي كشمس استوائية ولا يبقى سوى جسدي يعبر عن مشاعره بلهجته البدائية ولا يبقى .. ولا يبقى .. سوى الأنثى الحقيقة صباح اليوم فاجأني دليل أنوثتي الأول كتمت تمزقي وأخذت ارقب روعة الجدول واتبع موجه الذهبي اتبعه ولا أسال هنا .. أحجار ياقوت وكنز لألي مهمل هنا .. نافورة جذلى هنا .. جسر من المخمل ..هنا سفن من التوليب ترجوا الأجمل الأجمل هنا .. حبر بغير يد هنا .. جرح ولا مقتل أأخجل منه .. هل بحر بعزة موجه يخجل ؟ انا للخصب مصدره وأنا يده وأنا المغزل ...

التحديات

أتحدى.. من إلى عينيك، يا سيدتي، قد سبقوني يحملون الشمس في راحاتهم وعقود الياسمين.. أتحدى كل من عاشترتهم من مجانين، ومفقودين في بحر الحنين أن يحبوك بأسلوبي، وطيشي، وجنوني.. أتحدى.. كتب العشق ومخطوطاته منذ آلاف القرون.. أن تري فيها كتاباً واحداً فيه، يا سيدتي، ما ذكروني أتحداك أنا.. أن تجدي وطناً مثل فمي.. وسريراً دافئاً.. مثل عيوني أتحداهم جميعاً.. أن يخطوا لك مكتوب هوىً كمكاتيب غرامي.. أو يجيؤوك –على كثرتهم- بحروفٍ كحروفي، وكلامٍ ككلامي.. أتحداك أنا أن تذكري رجلاً من بين من أحببتهم أفرغ الصيف بعينيك.. وفيروز البحور أتحدى.. مفردات الحب في شتى العصور والكتابات على جدران صيدون وصور فاقرأي أقدم أوراق الهوى.. تجديني دائماً بين السطور إنني أسكن في الحب.. فما من قبلةٍ.. أخذت.. أو أعطيت ليس لي فيها حلولٌ أو حضور... أتحدى أشجع الفرسان.. يا سيدتي وبواريد القبيله.. أتحدى من أحبوك ومن أحببتهم منذ ميلادك.. حتى صرت كالنخل العراقي.. طويله أتحداهم جميعاً.. أن يكونوا قطرةً صغرى ببحري.. أو يكونوا أطفأوا أعمارهم مثلما أطفأت في عينيك عمري.. أتحداك أنا.. أن تجدي عاشقاً مثلي.. وعصراً ذهبياً.. مثل عصري فارحلي، حيث تريدين.. ارحلي.. واضحكي، وابكي، وجوعي، فأنا أعرف أن لن تجدي موطناً فيه تنامين كصدري..

الحب فى الجاهليه

شاءت الأقدار، يا سيدتي، أن نلتقي في الجاهليه!!... حيث تمتد السماوات خطوطا أفقيه والنباتات، خطوطا أفقيه... والكتابات، الديانات، المواويل، عروض الشعر، والأنهار، والأفكار، والأشجار، والأيام، والساعات، تجري في خطوط أفقيه... ------------ شاءت الأقدار... أن أهواك في مجتمع الكبريت والملح... وأن أكتب الشعر على هذي السماء المعدنيه حيث شمس الصيف فأس حجريه والنهارات قطارات كآبه... شاءت الأقدار أن تعرف عيناك الكتابه في صحارى ليس فيها... نخله... أو قمر ... أو أبجديه *** شاءت الأقدار، يا سيدتي، أن تمطري مثل السحابه فوق أرض ما بها قطرة ماء وتكوني زهرة مزروعة عند خط الاستواء... وتكوني صورة شعريه في زمان قطعوا فيه رءوس الشعراء وتكوني امرأة نادره في بلاد طردت من أرضها كل النساء *** أو يا سيدتي... يا زواج الضوء والعتمة في ليل العيون الشركسيه... يا ملايين العصافير التي تنقر الرمان... من تنورة أندلسيه... شاءت الأقدار أن نعشق بالسر... وأن نتعاطى الجنس بالسر... وأن تنجبي الأطفال بالسر... وأن أنتمي - من أجل عينيك - لكل الحركات الباطنيه... *** شاءت الأقدار يا سيدتي... أن تسقطي كالمجدليه... تحت أقدام المماليك... وأسنان الصعاليك... ودقات الطبول الوثنيه... وتكوني فرسا رائعه... فوق أرض يقتلون الحب فيها... والخيول العربيه... شاءت الأقدار أن نذبح يا سيدتي مثل آلاف الخيول العربيه...

تلومنى الدنيا

تلومني الدنيا إذا أحببته كأنني.. أنا خلقت الحب واخترعته كأنني أنا على خدود الورد قد رسمته كأنني أنا التي.. للطير في السماء قد علمته وفي حقول القمح قد زرعته وفي مياه البحر قد ذوبته.. كأنني.. أنا التي كالقمر الجميل في السماء.. قد علقته.. تلومني الدنيا إذا.. سميت من أحب.. أو ذكرته.. كأنني أنا الهوى.. وأمه.. وأخته.. هذا الهوى الذي أتى.. من حيث ما انتظرته مختلفٌ عن كل ما عرفته مختلفٌ عن كل ما قرأته وكل ما سمعته لو كنت أدري أنه.. نوعٌ من الإدمان.. ما أدمنته لو كنت أدري أنه.. بابٌ كثير الريح.. ما فتحته لو كنت أدري أنه.. عودٌ من الكبريت.. ما أشعلته هذا الهوى.. أعنف حبٍ عشته فليتني حين أتاني فاتحاً يديه لي.. رددته وليتني من قبل أن يقتلني.. قتلته.. هذا الهوى الذي أراه في الليل.. على ستائري.. أراه.. في ثوبي.. وفي عطري.. وفي أساوري أراه.. مرسوماً على وجه يدي.. أراه منقوشاً على مشاعري لو أخبروني أنه طفلٌ كثير اللهو والضوضاء ما أدخلته وأنه سيكسر الزجاج في قلبي لما تركته لو أخبروني أنه.. سيضرم النيران في دقائقٍ ويقلب الأشياء في دقائقٍ ويصبغ الجدران بالأحمر والأزرق في دقائقٍ لكنت قد طردته.. يا أيها الغالي الذي.. أرضيت عني الله.. إذ أحببته هذا الهوى أجمل حبٍ عشته أروع حبٍ عشته فليتني حين أتاني زائراً بالورد قد طوقته.. وليتني حين أتاني باكياً فتحت أبوابي له.. وبسته

قارئه الفنجان

جلست والخوف بعينيها تتأمل فنجاني المقلوب قالت: يا ولدي.. لا تحزن فالحب عليك هو المكتوب يا ولدي، قد مات شهيداً من مات على دين المحبوب فنجانك دنيا مرعبةٌ وحياتك أسفارٌ وحروب.. ستحب كثيراً يا ولدي.. وتموت كثيراً يا ولدي وستعشق كل نساء الأرض.. وترجع كالملك المغلوب بحياتك يا ولدي امرأةٌ عيناها، سبحان المعبود فمها مرسومٌ كالعنقود ضحكتها موسيقى و ورود لكن سماءك ممطرةٌ.. وطريقك مسدودٌ.. مسدود فحبيبة قلبك.. يا ولدي نائمةٌ في قصرٍ مرصود والقصر كبيرٌ يا ولدي وكلابٌ تحرسه.. وجنود وأميرة قلبك نائمةٌ.. من يدخل حجرتها مفقود.. من يطلب يدها.. من يدنو من سور حديقتها.. مفقود من حاول فك ضفائرها.. يا ولدي.. مفقودٌ.. مفقود بصرت.. ونجمت كثيراً لكني.. لم أقرأ أبداً فنجاناً يشبه فنجانك لم أعرف أبداً يا ولدي.. أحزاناً تشبه أحزانك مقدورك.. أن تمشي أبداً في الحب .. على حد الخنجر وتظل وحيداً كالأصداف وتظل حزيناً كالصفصاف مقدورك أن تمضي أبداً.. في بحر الحب بغير قلوع وتحب ملايين المرات... وترجع كالملك المخلوع

الى رجل

متى ستعرف كم أهواك يا رجلا
أبيع من أجله الدنيـــا وما فيها
يا من تحديت في حبي له مدنـا
بحالهــا وسأمضي في تحديهـا
لو تطلب البحر في عينيك أسكبه
أو تطلب الشمس في كفيك أرميها
أنـا أحبك فوق الغيم أكتبهــا
وللعصافيـر والأشجـار أحكيهـا
أنـا أحبك فوق الماء أنقشهــا
وللعناقيـد والأقـداح أسقيهـــا
أنـا أحبك يـا سيفـا أسال دمي
يـا قصة لست أدري مـا أسميها
أنـا أحبك حاول أن تسـاعدني
فإن من بـدأ المأساة ينهيهـــا
وإن من فتح الأبواب يغلقهــا
وإن من أشعل النيـران يطفيهــا
يا من يدخن في صمت ويتركني
في البحر أرفع مرسـاتي وألقيهـا
ألا تراني ببحر الحب غارقـة
والموج يمضغ آمـالي ويرميهــا
إنزل قليلا عن الأهداب يا رجلا
مــا زال يقتل أحلامي ويحييهـا
كفاك تلعب دور العاشقين معي
وتنتقي كلمــات لست تعنيهــا
كم اخترعت مكاتيبـا سترسلها
وأسعدتني ورودا سوف تهديهــا
وكم ذهبت لوعد لا وجود لـه
وكم حلمت بأثـواب سأشريهــا
وكم تمنيت لو للرقص تطلبني
وحيـرتني ذراعي أين ألقيهـــا
ارجع إلي فإن الأرض واقفـة
كأنمــا فرت من ثوانيهــــا
إرجـع فبعدك لا عقد أعلقــه
ولا لمست عطوري في أوانيهــا
لمن جمالي لمن شال الحرير لمن
ضفـائري منذ أعـوام أربيهــا
إرجع كما أنت صحوا كنت أم مطرا
فمــا حياتي أنا إن لم تكن فيهـا

حبك طير اخضر

حبك طيرٌ أخضر .. طيرٌ غريبٌ أخضر .. يكبر يا حبيبتي كما الطيور تكبر ينقر من أصابعي و من جفوني ينقر كيف أتى ؟ متى أتى الطير الجميل الأخضر ؟ لم أفتكر بالأمر يا حبيبتي إن الذي يحب لا يفكر ... حبك طفلٌ أشقر يكسر في طريقه ما يكسر .. يزورني .. حين السماء تمطر يلعب في مشاعري و أصبر .. حبك طفلٌ متعبٌ ينام كل الناس يا حبيبتي و يسهر طفلٌ .. على دموعه لا أقدر .. * حبك ينمو وحده كما الحقول تزهر كما على أبوابنا .. ينمو الشقيق الأحمر كما على السفوح ينمو اللوز و الصنوبر كما بقلب الخوخ يجري السكر .. حبك .. كالهواء يا حبيبتي .. يحيط بي من حيث لا أدري به ، أو أشعر جزيرةٌ حبك .. لا يطالها التخيل حلمٌ من الأحلام .. لا يحكى .. و لا يفسر .. * حبك ما يكون يا حبيبتي ؟ أزهرةٌ ؟ أم خنجر ؟ أم شمعةٌ تضيء .. أم عاصفةٌ تدمر ؟ أم أنه مشيئة الله التي لا تقهر * كل الذي أعرف عن مشاعري أنك يا حبيبتي ، حبيبتي .. و أن من يًحب .. لا يفكر ..

لا تسالونى

لا تسـألوني... ما اسمه حبيبي
أخشى عليكم.. ضوعة الطيوب
زق العـبير.. إن حـطمتموه
غـرقتم بعاطـرٍ سـكيب
والله.. لو بحـت بأي حرفٍ
تكدس الليـلك في الدروب
لا تبحثوا عنه هـنا بصدري
تركته يجـري مع الغـروب
ترونه في ضـحكة السواقي
في رفة الفـراشة اللعوب
في البحر، في تنفس المراعي
وفي غـناء كل عندليـب
في أدمع الشتاء حين يبكي
وفي عطاء الديمة السكوب
لا تسألوا عن ثغره.. فهلا
رأيتـم أناقة المغيـب
ومـقلتاه شاطـئا نـقاءٍ
وخصره تهزهز القـضيب
محاسنٌ.. لا ضمها كتابٌ
ولا ادعتها ريشة الأديب
وصدره.. ونحره.. كفاكم
فلن أبـوح باسمه حبيبي

احبك جدا

أحبك جداً وأعرف أن الطريق إلى المستحيل طويـل وأعرف أنك ست النساء وليس لدي بديـل وأعرف أن زمان الحنيـن انتهى ومات الكلام الجميل ... لست النساء ماذا نقول أحبك جدا... ... أحبك جداً وأعرف أني أعيش بمنفى وأنت بمنفى وبيني وبينك ريحٌ وغيمٌ وبرقٌ ورعدٌ وثلجٌ ونـار وأعرف أن الوصول لعينيك وهمٌ وأعرف أن الوصول إليك انتحـار ويسعدني أن أمزق نفسي لأجلك أيتها الغالية ولو خيروني لكررت حبك للمرة الثانية ... يا من غزلت قميصك من ورقات الشجر أيا من حميتك بالصبر من قطرات المطر أحبك جداً ... وأعرف أني أسافر في بحر عينيك دون يقين وأترك عقلي ورائي وأركض أركض أركض خلف جنونـي ... أيا امرأة تمسك القلب بين يديها سألتك بالله لا تتركيني لا تتركيني فماذا أكون أنا إذا لم تكوني أحبك جداً وجداً وجداً وأرفض من نــار حبك أن أستقيلا وهل يستطيع المتيم بالعشق أن يستقلا... وما همني إن خرجت من الحب حيا وما همني إن خرجت قتيلا

رساله حب صغيره

حبيبتي ، لدي شيءٌ كثير..
أقوله ، لدي شيءٌ كثير ..
من أين ؟ يا غاليتي أبتدي
و كل ما فيك.. أميرٌ.. أمير
يا أنت يا جاعلةً أحرفي
مما بها شرانقاً للحرير
هذي أغاني و هذا أنا
يضمنا هذا الكتاب الصغير
غداً .. إذا قلبت أوراقه
و اشتاق مصباحٌ و غنى سرير..
واخضوضرت من شوقها، أحرفٌ
و أوشكت فواصلٌ أن تطير
فلا تقولي : يا لهذا الفتى
أخبر عني المنحنى و الغدير
و اللوز .. و التوليب حتى أنا
تسير بي الدنيا إذا ما أسير
و قال ما قال فلا نجمةٌ
إلا عليها من عبيري عبير
غداً .. يراني الناس في شعره
فماً نبيذياً، و شعراً قصير
دعي حكايا الناس.. لن تصبحي
كبيرةً .. إلا بحبي الكبير
ماذا تصير الأرض لو لم نكن
لو لم تكن عيناك... ماذا تصير

حب بلا حدود

يا سيدتي: كنت أهم امرأةٍ في تاريخي قبل رحيل العام. أنت الآن.. أهم امرأةٍ بعد ولادة هذا العام.. أنت امرأةٌ لا أحسبها بالساعات وبالأيام. أنت امرأةٌ.. صنعت من فاكهة الشعر.. ومن ذهب الأحلام.. أنت امرأةٌ.. كانت تسكن جسدي قبل ملايين الأعوام.. 2 يا سيدتي: يالمغزولة من قطنٍ وغمام. يا أمطاراً من ياقوتٍ.. يا أنهاراً من نهوندٍ.. يا غابات رخام.. يا من تسبح كالأسماك بماء القلب.. وتسكن في العينين كسرب حمام. لن يتغير شيءٌ في عاطفتي.. في إحساسي.. في وجداني.. في إيماني.. فأنا سوف أظل على دين الإسلام.. 3 يا سيدتي: لا تهتمي في إيقاع الوقت وأسماء السنوات. أنت امرأةٌ تبقى امرأةً.. في كل الأوقات. سوف أحبك.. عند دخول القرن الواحد والعشرين.. وعند دخول القرن الخامس والعشرين.. وعند دخول القرن التاسع والعشرين.. و سوف أحبك.. حين تجف مياه البحر.. وتحترق الغابات.. 4 يا سيدتي: أنت خلاصة كل الشعر.. ووردة كل الحريات. يكفي أن أتهجى إسمك.. حتى أصبح ملك الشعر.. وفرعون الكلمات.. يكفي أن تعشقني امرأةٌ مثلك.. حتى أدخل في كتب التاريخ.. وترفع من أجلي

الحب والبترول

متى تفهم ؟ متى يا سيدي تفهم ؟ بأني لست واحدةً كغيري من صديقاتك ولا فتحاً نسائياً يضاف إلى فتوحاتك ولا رقماً من الأرقام يعبر في سجلاتك ؟ متى تفهم ؟ متى تفهم ؟ أيا جملاً من الصحراء لم يلجم ويا من يأكل الجدري منك الوجه والمعصم بأني لن أكون هنا.. رماداً في سجاراتك ورأساً بين آلاف الرؤوس على مخداتك وتمثالاً تزيد عليه في حمى مزاداتك ونهداً فوق مرمره.. تسجل شكل بصماتك متى تفهم ؟ متى تفهم ؟ بأنك لن تخدرني.. بجاهك أو إماراتك ولن تتملك الدنيا.. بنفطك وامتيازاتك وبالبترول يعبق من عباءاتك وبالعربات تطرحها على قدمي عشيقاتك بلا عددٍ.. فأين ظهور ناقاتك وأين الوشم فوق يديك.. أين ثقوب خيماتك أيا متشقق القدمين.. يا عبد انفعالاتك ويا من صارت الزوجات بعضاً من هواياتك تكدسهن بالعشرات فوق فراش لذاتك تحنطهن كالحشرات في جدران صالاتك متى تفهم ؟ متى يا أيها المتخم ؟ متى تفهم ؟ بأني لست من تهتم بنارك أو بجناتك وأن كرامتي أكرم.. من الذهب المكدس بين راحاتك وأن مناخ أفكاري غريبٌ عن مناخاتك أيا من فرخ الإقطاع في ذرات ذراتك ويا من تخجل الصحراء حتى من مناداتك متى تفهم ؟ تمرغ يا أمير النفط.. فوق وحول لذاتك كممسحةٍ.. تمرغ في ضلالاتك لك البترول.. فاعصره على قدمي خليلاتك كهوف الليل في باريس.. قد قتلت مروءاتك على أقدام مومسةٍ هناك.. دفنت ثاراتك فبعت القدس.. بعت الله.. بعت رماد أمواتك كأن حراب إسرائيل لم تجهض شقيقاتك ولم تهدم منازلنا.. ولم تحرق مصاحفنا ولا راياتها ارتفعت على أشلاء راياتك كأن جميع من صلبوا.. على الأشجار.. في يافا.. وفي حيفا.. وبئر السبع.. ليسوا من سلالاتك تغوص القدس في دمها.. وأنت صريع شهواتك تنام.. كأنما المأساة ليست بعض مأساتك متى تفهم ؟ متى يستيقظ الإنسان في ذاتك ؟

حبيبتى هى القانون

أيتها الأنثى التي في صوتها تمتزج الفضة . . بالنبيذ . . بالأمطار ومن مرايا ركبتيها يطلع النهار ويستعد العمر للإبحار أيتها الأنثى التي يختلط البحر بعينيها مع الزيتون يا وردتي ونجمتي وتاج رأسي ربما أكون مشاغبا . . أو فوضوي الفكر أو مجنون إن كنت مجنونا . . وهذا ممكن فأنت يا سيدتي مسؤولة عن ذلك الجنون أو كنت ملعونا وهذا ممكن فكل من يمارس الحب بلا إجازة في العالم الثالث يا سيدتي ملعون فسامحيني مرة واحدة إذا انا خرجت عن حرفية القانون فما الذي أصنع يا ريحانتي ؟ إن كان كل امرأة أحببتها صارت هي القانون

اغضب

إغضب كما تشاء.. واجرح أحاسيسي كما تشاء حطم أواني الزهر والمرايا هدد بحب امرأةٍ سوايا.. فكل ما تفعله سواء.. كل ما تقوله سواء.. فأنت كالأطفال يا حبيبي نحبهم.. مهما لنا أساؤوا.. إغضب! فأنت رائعٌ حقاً متى تثور إغضب! فلولا الموج ما تكونت بحور.. كن عاصفاً.. كن ممطراً.. فإن قلبي دائماً غفور إغضب! فلن أجيب بالتحدي فأنت طفلٌ عابثٌ.. يملؤه الغرور.. وكيف من صغارها.. تنتقم الطيور؟ إذهب.. إذا يوماً مللت مني.. واتهم الأقدار واتهمني.. أما أنا فإني.. سأكتفي بدمعي وحزني.. فالصمت كبرياء والحزن كبرياء إذهب.. إذا أتعبك البقاء.. فالأرض فيها العطر والنساء.. والأعين الخضراء والسوداء وعندما تريد أن تراني وعندما تحتاج كالطفل إلى حناني.. فعد إلى قلبي متى تشاء.. فأنت في حياتي الهواء.. وأنت.. عندي الأرض والسماء.. إغضب كما تشاء واذهب كما تشاء واذهب.. متى تشاء لا بد أن تعود ذات يومٍ وقد عرفت ما هو الوفاء...

قصيده غير منهيه فى تعريف العشق

.. عندما قررت أن أكتب عن تجربتي في الحب، فكرت كثيرا.. ما الذي تجدي اعترافاتي؟ وقبلي كتب الناس عن الحب كثيرا.. صوروه فوق حيطان المغارات، وفي أوعية الفخار والطين، قديما نقشوه فوق عاج الفيل في الهند.. وفوق الورق البردي في مصر ، وفوق الرز في الصين.. وأهدوه القرابين، وأهدوه النذورا.. عندما قررت أن أنشر أفكاري عن العشق. ترددت كثيرا.. فأنا لست بقسيس، ولا مارست تعليم التلاميذ، ولا أؤمن أن الورد.. مضطر لأن يشرح للناس العبيرا.. ما الذي أكتب يا سيدتي؟ إنها تجربتي وحدي.. وتعنيني أنا وحدي.. إنها السيف الذي يثقبني وحدي.. فأزداد مع الموت حضورا............ 2 عندما سافرت في بحرك يا سيدتي.. لم أكن أنظر في خارطة البحر، ولم أحمل معي زورق مطاط.. ولا طوق نجاة.. بل تقدمت إلى نارك كالبوذي.. واخترت المصيرا.. لذتي كانت بأن أكتب بالطبشور.. عنواني على الشمس.. وأبني فوق نهديك الجسورا.. ......... 3 حين أحببتك.. لاحظت بأن الكرز الأحمر في بستاننا أصبح جمرا مستديرا.. وبأن السمك الخائف من صنارة الأولاد.. يأتي بالملايين ليلقي في شواطينا البذورا.. وبأن السرو قد زاد ارتفاعا.. وبأن العمر قد زاد اتساعا.. وبأن الله .. قد عاد إلى الأرض أخيرا.. ....... 4 حين أحببتك .. لاحظت بأن الصيف يأتي.. عشر مرات إلينا كل عام.. وبأن القمح ينمو.. عشر مرات لدينا كل يوم وبأن القمر الهارب من بلدتنا.. جاء يستأجر بيتا وسريرا.. وبأن العرق الممزوج بالسكر والينسون.. قد طاب على العشق كثيرا.. ....... 5 حين أحببتك .. صارت ضحكة الأطفال في العالم أحلى.. ومذاق الخبز أحلى.. وسقوط الثلج أحلى.. ومواء القطط السوداء في الشارع أحلى.. ولقاء الكف بالكف على أرصفة " الحمراء " أحلى .. والرسومات الصغيرات التي نتركها في فوطة المطعم أحلى.. وارتشاف القهوة السوداء.. والتدخين.. والسهرة في المسح ليل السبت.. والرمل الذي يبقي على أجسادنا من عطلة الأسبوع، واللون النحاسي على ظهرك، من بعد ارتحال الصيف، أحلى.. والمجلات التي نمنا عليها .. وتمددنا .. وثرثرنا لساعات عليها .. أصبحت في أفق الذكرى طيورا........... 6 حين أحببتك يا سيدتي طوبوا لي .. كل أشجار الأناناس بعينيك .. وآلاف الفدادين على الشمس، وأعطوني مفاتيح السماوات.. وأهدوني النياشين.. وأهدوني الحريرا ............ 7 عندما حاولت أن أكتب عن حبي .. تعذبت كثيرا.. إنني في داخل البحر ... وإحساسي بضغط الماء لا يعرفه غير من ضاعوا بأعماق المحيطات دهورا............ 8 ما الذي أكتب عن حبك يا سيدتي؟ كل ما تذكره ذاكرتي.. أنني استيقظت من نومي صباحا.. لأرى نفسي أميرا

اعتذار

أحبائي : إذا جئنا لنحضر حفلة للزار .. منها يضجر الضجر إذا كانت طبول الشعر ، يا سادة تفرقنا .. وتجمعنا وتعطينا حبوب النوم في فمنا وتسطلنا .. وتكسرنا. كما الأوراق في تشرين تنكسر فإني سوف أعتذر ..>>>>> 2 أحبائي : إذا كنا سنرقص دون سيقان .. كعادتنا ونخطب دون أسنان .. كعادتنا .. ونؤمن دون إيمان .. كعادتنا .. ونشنق كل من جاؤوا إلى القاعة على حبل طويل من بلاغتنا سأجمع كل أوراقي.. وأعتذر...>>>> 3 إذا كنا سنبقي أيها السادة ليوم الدين .. مختلفين حول كتابة الهمزة .. وحول قصيدة نسبت إلى عمرو بن كلثوم .. إذا كنا سنقرأ مرة أخرى قصائدنا التي كنا قرأناها .. ونمضغ مرة أخرى حروف النصب والجر .. التي كنا مضغناها إذا كنا سنكذب مرة أخرى ونخدع مرة أخرى الجماهير التي كنا خدعناها ونرعد مرة أخرى ، ولا مطر .. سأجمع كل أرواقي .. وأعتذر..>>>> 4 إذا كان تلاقينا لكي نتبادل الانخاب، أو نسكر .. ونستلقي على تخت من الريحان والعنبر إذا كنا نظن الشعر راقصة .. مع الأفراح تستأجر وفي الميلاد ، والتأبين تستأجر ونتلوه كما نتلو كلام الزير أو عنتر إذا كانت هموم الشعر يا سادة هي الترفيه عن معشوقة القيصر ورشوة كل من في القصر من حرس .. ومن عسكر .. إذا كنا سنسرق خطبة الحجاج : والحجاج .. والمنبر .. ونذبح بعضنا بعضا لنعرف من بنا أشعر .. فأكبر شاعر فينا هو الخنجر......>>>> 5 أبا تمام .. أين تكون .. أين حديثك العطر؟ وأين يد مغامرة تسافر في مجاهيل ، وتبتكر .. أبا تمام .. أرملة قصائدنا .. وأرملة كتابتنا .. وأرملة هي الألفاظ والصور.. فلا ماء يسيل على دفاترنا.. ولا ريح تهب على مراكبنا ولا شمس ولا قمر أبا تمام، دار الشعر دورته وثار اللفظ .. والقاموس.. ثار البدو والحضر .. ومل البحر زرقته .. ومل جذوعه الشجر ونحن هنا .. كأهل الكهف .. لا علم ولا خبر فلا ثوارنا ثاروا .. ولا شعراؤنا شعروا .. أبا تمام : لا تقرأ قصائدنا .. فكل قصورنا ورق .. وكل دموعنا حجر .. >>>> 6 أبا تمام : إن الشعر في أعماقه سفر وإبحار إلى الآتي .. وكشف ليس ينتظر ولكنا .. جعلنا منه شيئا يشبه الزفة وإيقاعا نحاسيا، يدق كأنه القدر .. >>>>> 7 أمير الحرف .. سامحنا فقد خنا جميعا مهنة الحرف وأرهقناه بالتشطير ، والتربيع ، والتخميس ، والوصف أبا تمام .. إن النار تأكلنا وما زلنا نجادل بعضنا بعضا .. عن المصروف .. والممنوع من صرف .. وجيش الغاصب المحتل ممنوع من الصرف!! وما زلنا نطقطق عظيم أرجلنا ونقعد في بيوت الله ننتظر .. بأن يأتي الإمام على .. أو يأتي لنا عمر ولن يأتوا .. ولن يأتوا فلا أحدا بسيف سواه ينتصر .. >>>>> 8 أبا تمام : إن الناس بالكلمات قد كفروا وبالشعراء قد كفروا.. فقل لي أيها الشاعر لماذا الشعر حين يشيخ لا يستل سكينا .. وينتحر؟